13.زعمه أن إنشاء السفر لزيارة قبر النبي معصيةٌ لا تقصر فيها الصلاة

ابن تيمية – زعمه أن إنشاء السفر لزيارة قبر النبي معصيةٌ لا تقصر فيها الصلاة

ابن تيمية - زعمه أن إنشاء السفر لزيارة قبر النبي

زعمه أن إنشاء السفر لزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم  معصيةٌ لا تقصر فيها الصلاة

الجزء الاول

أما قوله بتحريم السفر لزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وغيره فقد ذكره في أكثر من كتاب، فقال في فتاويه ما نصه: «بل نفس السفر لزيارة قبر من القبور – قبر نبي أو غيره – منهيٌّ عنه عند جمهور العلماء، حتى انهم لا يجوّزون قصر الصلاة فيه بناء على أنه سفر معصية لقوله الثابت في الصحيحين: «لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، والمسجد الأقصى، ومسجدي هذا» وهو أعلم الناس بمثل هذه المسألة» اهـ.

 1.Ibn taymiyah majmou' visite tombe   2.Ibn taymiyah majmou' visite tombe

وقال أيضًا في كتابه «  الفتاوى الكبرى » ما نصه: «قالوا: ولأن السفر إلى زيارة قبور الأنبياء والصالحين بدعة لم يفعلها أحد من الصحابة ولا التابعين، ولا أمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا استحب ذلك أحد من أئمة المسلمين، فمن اعتقد ذلك عبادة وفعلها فهو مخالف للسنة ولإجماع الأئمة» اهـ.

3.Ibn taymiyah majmou' visite tombe   4.Ibn taymiyah majmou' visite tombe

وقال في كتابه « الرد على الأخنائي »  ما نصه: «فإذًا من اعتقد أن السفر لقبور الأنبياء والصالحين قربة وعبادة وطاعة فقد خالف الإجماع، وإذا سافر لاعتقاده أن ذلك طاعة كان ذلك محرَّمًا بإجماع المسلمين، فصار التحريم من جهة اتخاذه قربة» اهـ.

5.Ibn taymiyah majmou' visite tombe   6.Ibn taymiyah majmou' visite tombe

قال تقي الدين الحصني في كتابه «  دفع شبه من شبه وتمرد »  ما نصه: «ومن الأمور المنتقدة عليه قوله: زيارة قبر النبي وقبور الأنبياء معصية بالإجماع مقطوع بها، وهذا ثابت عنه أنه قاله، وثبت ذلك على يد القاضي جلال الدين القزويني، فانظر هذه العبارة ما أعظم الفجور فيها من كون ذلك معصية، ومن ادعى الإجماع وأن ذلك مقطوع به؟!، فهذا الزائغ يطالب بما ادعاه من إجماع الصحابة رضي الله عنهم وكذا التابعون ومن بعدهم من أئمة المسلمين إلى حين ادعائه ذلك. وما أَعتَقِدُ أن أحدًا يتجاسر على مثل ذلك مع أن الكتب المشهورة بل والمهجورة وعمل الناس في سائر الأعصار على الحثّ على زيارته من جميع الأقطار، فزيارته من أفضل المساعي وأنجح القُرب إلى رب العالمين، وهي سنة من سنن المرسلين ومجمع عليها عند الموحدين، ولا يطعن فيها إلا من في قلبه مرض المنافقين، ومن هو من أفراخ اليهود وأعداء الدين، من المشركين الذين أسرفوا في ذم سيد الأولين والآخرين، ولم تزل هذه الأمة المحمدية على شد الرحال إليه على ممر الأزمان، من جميع الأقطار والبلدان، سار في ذلك الزُّرافات والوُحدان، والعلماء والمشايخ والكهول والشبان، حتى ظهر في ءاخر الزمان مبتدع من زنادقة حران لَبَّس على أشباه الرجال» اهـ.

7.taqiyyou d-Din Al-Housni   8.taqiyyou d-Din Al-Housni   9.taqiyyou d-Din Al-Housni

وقال الشيخ ابن حجر الهيتمي في كتابه « الجوهر المنظم في زيارة القبر الشريف النبوي المكرم » ما نصه: «فإن قلت: كيف تحكي الإجماع السابق على مشروعية الزيارة والسفر إليها وطلبها، وابن تيمية من متأخري الحنابلة منكر لمشروعية ذلك كله كما رءاه السبكي في خطه، وأطال أعني ابن تيمية في الاستدلال لذلك بما تمجُّه الأسماع وتنفر عنه الطباع، بل زعم حرمة السفر لها إجماعًا، وأنه لا تقصر فيه الصلاة، وأن جميع الأحاديث الواردة فيها موضوعة، وتبعه بعض من تأخر عنه من أهل مذهبه؟ قلت: من هو ابن تيمية حتى يُنظر إليه أو يُعوَّل في شىء من أمور الدين عليه؟ وهل هو إلا كما قال جماعة من الأئمة الذين تعقبوا كلماته الفاسدة وحججه الكاسدة حتى أظهروا عوار سقطاته وقبائح أوهامه وغلطاته كالعز بن جماعة: عبد أضله الله تعالى وأغواه وألبسه رداء الخزي وأرداه، وبوَّأه من قوة الافتراء والكذب ما أعقبه الهوان وأوجب له الحرمان» اهـ.

10.ابن حجر الهيتمي   11.ابن حجر الهيتمي   12.ابن حجر الهيتمي

نقول وبالله التوفيق: أما استدلاله بحديث: «لا تشدّ الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد مسجدي هذا، ومسجد الحرام، ومسجد الأقصى» لتحريم السفر لزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم فجوابه: أن أحدًا من السلف لم يفهم ما فهمه ابن تيمية، بل زيارة قبر الرسول سنّة سواء كانت بسفر أو بغير سفر كسكان المدينة، والحنابلة قد نصّوا كغيرهم على كون زيارة قبر النبي سنّة سواء قصدت بالسفر لأجلها أو لم تقصد بالسفر لأجلها.

وأما الحديث فمعناه الذي فهمه السلف والخلف أنه لا فضيلة زائدة في السفر لأجل الصلاة في مسجد إلا السفر إلى هذه المساجد الثلاثة، لأن الصلاة تضاعف فيها إلى مائة ألف وذلك في المسجد الحرام وإلى ألف وذلك في مسجد الرسول وإلى خمسمائة وذلك في المسجد الأقصى. فالحديث المراد به السفر لأجل الصلاة، ويبين ذلك ما رواه الإمام أحمد بن حنبل في مسنده من طريق شهْر بن حَوْشَب من حديث أبي سعيد مرفوعًا: «لا ينبغي للمَطيّ أن تشد رحاله إلى مسجد يبتغى فيه الصلاة غير المسجد الحرام والمسجد الأقصى ومسجدي هذا» وهذا الحديث حسّنه الحافظ ابن حجر، وهو مبيّن لمعنى الحديث السابق، وتفسير الحديث بالحديث خير من تحريف ابن تيمية، قال الحافظ العراقي في ألفيته في مصطلح الحديث:

وَخَيْرُ مَا فَسَّرتَهُ بالوارِدِ

13.أحمد بن حنبل   14.أحمد بن حنبل

قال الشيخ عبد الغني النابلسي في كتابه  « الحضرة الأنسية في الرحلة القدسية »  ما نصّه: «وليس هذا بأوَّل ورطةٍ وقع فيها ابن تيمية وأتباعه فإنَّه جعل شد الرحال إلى بيت المقدس معصية كما تقدم ذكر ذلك وردّه، ونهى عن التوسّل بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى الله تعالى وبغيره من الأولياء أيضًا، وخالف الإِجماع من الأئمة الأربعة في عدم وقوع الطلاق الثلاث بلفظة واحدة، إلى غير ذلك من التهوُّرات الفظيعة الموجبة لكمال القطيعة التي استوفاها الشيخُ العلاَّمةُ والعمدةُ الفهّامة تقي الدين الحصني الشّافعي رحمه الله تعالى في كتاب مستقلّ في الردّ على ابن تيمية وأتباعه وصرَّح فيه بكفره».

ثم قال: «قال الشيخُ شهاب الدين أحمد بن حَجَر في كتابه الجوهر المنظّم في زيارة القبر المكرَّم، بعد أن تكلَّم في شأن ابن تيمية بكلام كثير: ولقد تصدَّى شيخ الإسلام وعالم الأنام، المجمع على جلالته واجتهاده وصلاحه وأمانته التقي السبكي قدَّس الله روحه، للرد عليه في تصنيف مستقلّ أفاد فيه وأجاد وأصاب، وأوضح بباهر حججه طريق الصَّواب، فشكر الله مسعاه، وأدام عليه شآبيب رحمته ورضاه»، انتهى.

15.عبد الغني النابلسي   16.عبد الغني النابلسي

قال صلاح الدين الصفدي أثناء ذكره لمؤلفات الحافظ المجتهد تقي الدين علي السبكي ما نصه: «وكتاب شفاء السقام في زيارة خير الأنام ردًّا عليه أيضًا – أي على ابن تيمية – في إنكاره سفر الزيارة، وقرأته عليه بالقاهرة سنة سبع وثلاثين وسبع مائة من أوله إلى ءاخره، وكتبت عليه طبقة جاء مما فيها نظمًا:

لقولِ ابنِ تيميةٍ زُخرف             أتى في زيارةِ خيرِ الأنام

فجاءَت نفوسُ الورَى تشتكي     إلى خيرِ حَبْرٍ وأزكَى إمام

فصنَّف هذا وَدَاوَاهُمُ             فكانَ يقينًا شِفَاءَ السَّقَام

17.صلاح الدين الصفدي   18.صلاح الدين الصفدي

قال الحافظ المجتهد تقي الدين السبكي في ‪ » كتابه شفاء السقام ‪   ‪«ما نصه: «الباب الثالث: فيما ورد في السفر إلى زيارته صلى الله تعالى عليه وسلم صريحًا، وبيان أن ذلك لم يزل قديمًا وحديثًا، وممن روي ذلك عنه من الصحابة بلال بن أبي رباح مؤذن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ورضي الله عنه، سافر من الشام إلى المدينة لزيارة قبره صلى الله تعالى عليه وسلم، روينا ذلك بإسناد جيد إليه، وهو نص في الباب» اهـ، ثم قال في الباب الرابع من الكتاب ما نصه: «قال القاضي عياض رحمه الله تعالى: وزيارة قبره صلى الله تعالى عليه وسلم سنَّة بين المسلمين مجمع عليها وفضيلة مرغب فيها» اهـ،

 ثم أفاض في نقل استحبابها عن أعيان من العلماء من المذاهب الأربعة، فنقل ذلك عن الشافعية: عن القاضي أبي الطيب الطبري، والمحاملي، والحليمي، والماوردي، والروياني، والقاضي حسين، والشيخ أبي إسحـق الشيرازي، وعن الحنفية: عن أبي منصور الكرماني في مناسكه، وعبد الله بن محمود في شرح المختار، وأبي الليث السمرقندي في فتاواه، والسروجي في الغاية، وعن الحنابلة: عن أبي الخطاب الكواذاني في الهداية، وأبي عبد الله السامري في المستوعب، ونجم الدين بن حمدان في الرعاية الكبرى، وعن المالكية: عن أبي عمران الفاسي، والشيخ ابن أبي زيد.

ثم ذكر حديث أبي داود: «ولا تجعلوا قبري عيدًا» وأجاب عنه بثلاثة أجوبة:

ـ1 – يحتمل أن يكون المراد به الحث على كثرة زيارة قبره صلى الله عليه وسلم، وأن لا يهمل حتى لا يزار إلا في بعض الأوقات كالعيد الذي لا يأتي في العام إلا مرتين.

ـ2 – ويحتمل أن يكون المراد لا تتخذوا له وقتًا مخصوصًا لا تكون الزيارة إلا فيه، وزيارة قبره صلى الله عليه وسلم ليس لها يوم بعينه بل أي يوم كان.

ـ3 – ويحتمل أن يراد أن يجعل كالعيد في العكوف عليه وإظهار الزينة والاجتماع وغير ذلك مما يعمل في الأعياد، بل لا يؤتى إلا للزيارة والسلام والدعاء ثم ينصرف عنه، والله أعلم بمراد نبيه صلى الله عليه وسلم.

19.الحافظ المجتهد تقي الدين السبكي   20.الحافظ المجتهد تقي الدين السبكي   21.الحافظ المجتهد تقي الدين السبكي   22.الحافظ المجتهد تقي الدين السبكي

وقال الحافظ أبو زرعة العراقي: «(الحادية عشرة) استدل به على أنه لو نذر إتيان مسجد المدينة لزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم لزمه ذلك لأنه من جملة المقاصد التي يؤتى لها ذلك المحل بل هو أعظمها، وقد صرح بذلك القاضي ابن كج من أصحابنا فقال: عندي إذا نذر زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم لزمه الوفاء وجهًا واحدًا ولو نذر أن يزور قبر غيره فوجهان. وللشيخ تقي الدين بن تيمية هنا كلام بشع عجيب يتضمن منع شد الرحل للزيارة وأنه ليس من القرب بل بضد ذلك، ورد عليه الشيخ تقي الدين السبكي في شفاء السقام فشفى صدور المؤمنين. وكان والدي رحمه الله يحكي أنه كان معادلا للشيخ زين الدين عبد الرحيم بن رجب الحنبلي في التوجه إلى بلد الخليل عليه السلام فلما دنا من البلد قال: نويت الصلاة في مسجد الخليل ليحترز عن شد الرحل لزيارته على طريقة شيخ الحنابلة ابن تيمية، قال: فقلت: نويت زيارة قبر الخليل عليه السلام، ثم قلت له: أما أنت فقد خالفت النبي صلى الله عليه وسلم لأنه قال: «لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد» وقد شددت الرحل إلى مسجد رابع، وأما أنا فاتبعت النبي صلى الله عليه وسلم لأنه قال: «زوروا القبور» ، أفقال إلا قبور الأنبياء؟ قال: فبهت.

قلت: ويدل على أنه ليس المراد إلا اختصاص هذه المساجد بفضل الصلاة فيها وأن ذلك لم يَرِد في سائر الأسفار قوله في حديث أبي سعيد المتقدم: لا ينبغي للمطي أن تشد رحاله إلى مسجد تبتغى فيه الصلاة غير كذا وكذا، فبين أن المراد شد الرحال إلى مسجد تبتغى فيه الصلاة لا كل السفر، والله أعلم» اهـ.

23.أبو زرعة العراقي   24.أبو زرعة العراقي

انتهى الجزء الأول يتبع الجزء الثاني

12.في تحريمه التوسل بالأنبياء والصالحين والتبرّك بهم وءاثارهم

ابن تيمية في تحريمه التوسل بالأنبياء والصالحين والتبرّك بهم وءاثارهم

ibn

ابن تيمية في تحريمه التوسل بالأنبياء والصالحين  والتبرّك بهم وءاثارهم

ومن أشهر ما صحّ عن ابن تيمية بنقل العلماء المعاصرين له وغيرهم ممن جاءوا بعدهم، تحريمه التوسل بالأنبياء والصالحين بعد موتهم وفي حياتهم في غير حضورهم والتبرك بهم وبآثارهم، وتحريمه زيارة قبر النبي عليه الصلاة والسلام للتبرّك فيقول في كتابه التوسل ما نصه: «وأما الزيارة البدعية فهي التي يقصد بها أن يطلب من الميت الحوائج، أو يطلب منه الدعاء والشفاعة، أو يقصد الدعاء عند قبره لظن القاصد أن ذلك أجوب للدعاء، فالزيارة على هذه الوجوه كلها مبتدعة لم يشرعها النبي صلى الله عليه وسلم ولا فعلها الصحابة لا عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم ولا عند غيره، وهي من جنس الشرك وأسباب الشرك» اهـ.ـ

 

Ibn taymiya 1   Ibn taymiyya 2

 

وقال في كتاب ءاخر ما نصه: «وأما الزيارة المبتدعة التي هي من جنس زيارة المشركين فمقصودهم بها طلب الحوائج من الميت أو الغائب» اهـ.ـ

 

3-ibn taymiyya   4-ibn taymiyya   5-Ibn taymiyya

 

وقال في كتابه التوسل والوسيلة ما نصه: «ولهذا لما ذكر العلماء الدعاء في الاستسقاء وغيره ذكروا الصلاة عليه ولم يذكروا فيما شرع للمسلمين في هذه الحال التوسل به، كما لم يذكر أحد من العلماء دعاء غير الله والاستعانة المطلقة بغيره في حال من الأحوال» اهـ.ـ

 

6-Ibn taymiya   7-Ibn taymiyya

 

ثم ناقض ابن تيمية نفسه فذكر في فتاويه ما يخالف ما ادَّعاه من أن العلماء لم يذكروا فيما شرع للمسلمين في الاستسقاء وغيره التوسل به، فقال ما نصه: «ولذلك قال أحمد في منسكه الذي كتبه للمروزي صاحبه: إنه يتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم في دعائه، ولكن غير أحمد قال: إن هذا إقسام على الله به ولا يقسم على الله بمخلوق، وأحمد في إحدى الروايتين قد جوَّز القسم به فلذلك جوَّز التوسل به» اهـ.ـ

 

8-ibn taymiya   9-ibn taymiya

 

فهو كما تبين يتقوّل على الأئمة وذلك عادة له، فقد خالف الإمام أحمد والإمام إبراهيم بن إسحاق الحربي، وهو كما قال فيه الحافظ السبكي: ولم يسبق ابن تيمية في إنكاره التوسل أحد من السلف ولا من الخلف، بل قال قولا لم يقله عالم قط قبله، قال في شفاء السقام ما نصه: «اعلم أنه يجوز ويحسن التوسل والاستعانة والتشفّع بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى ربّه سبحانه وتعالى، وجواز ذلك وحسنُهُ من الأمور المعلومة لكل ذي دين المعروفة من فعل الأنبياء والمرسلين وسير السلف الصالحين والعلماء والعوام من المسلمين ولم ينكر أحد ذلك من أهل الأديان ولا سمع به في زمن من الأزمان حتى جاء ابن تيمية فتكلم في ذلك بكلام يلبس فيه على الضعفاء الأغمار، وابتدع ما لم يسبق إليه في سائر الأعصار». اهـ.ـ

 

10-soubki   11-as-soubki

 

وقال الشيخ ابن حجر الهيتمي المتوفى في القرن العاشر الهجري في مبحث سن زيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم ما نصه: «ولا يغترّ بإنكار ابن تيمية لسنّ زيارته صلى الله عليه وسلم فإنه عبد أضلّه الله كما قاله العزّ بن جماعة، وأطال في الرد عليه التقي السبكي في تصنيف مستقل، ووقوعه في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بعجب فإنه وقع في حق الله، سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون والجاحدون علوّا كبيرًا، فنسب إليه العظائم كقوله إن لله تعالى جهة ويدًا ورجلاً وعينًا ( أي بالجارحة و الجزء ) وغير ذلك من القبائح الشنيعة، ولقد كفّره كثير من العلماء، عامله الله بعدله وخذل متبعيه الذين نصروا ما افتراه على الشريعة الغرّاء». اهـ.ـ

 

12-ibn hajar   13-ibn hajar

 

وهو أي ابن تيمية يحرّم التوسل والاستغاثة برسول الله وغيره من الأنبياء والأولياء وأخذ منه ذلك محمد بن عبد الوهاب وأتباعه وزادوا التكفير بما فهموه من تعبيراته، والذي أدّى بهم إلى ذلك هو جهلهم بمعنى العبادة الواردة في نحو قوله تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } [سورة تحة] وقوله تعالى حكاية عن المشركين: {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} [سورة الزمر] . نقول لهم: العبادة في لغة العرب هي ما عَرّفها به اللغويون، فقد عرّفها الإمام اللغوي الشهير الزجاج بقوله: «العبادة في لغة العرب الطاعة مع الخضوع»، وقال الإمام اللغوي أبو القاسم الراغب الأصبهاني في مفردات القرءان: «العبادة غاية التذلل»، وقال الإمام الحافظ الفقيه اللغوي المفسّر علي بن عبد الكافي السبكي في تفسيره لقوله تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} [سورة الفاتحة] «أي نخصك بالعبادة التي هي أقصى غاية الخشوع والخضوع»، وقال النحوي اللغوي المفسّر أبو حيان الأندلسي في تفسيره عند قول الله تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} [سورة الفاتحة] : «العبادة عند جمهور اللغويين التذلل، وقال ابن السّكّيت: التجريد،» اهـ، وقال الفيومي اللغوي في المصباح المنير: «عَبدْتُ الله أعبُدُهُ عِبادةً، وهي الانقيادُ والخضوعُ، والفاعِلُ عابدٌ، والجمع عُبّاد وعَبَدةٌ مثل كافر وكفّار وكفرة، ثم استُعمل فيمن اتخذ إلهًا غيرَ الله وتقرّب إليه فقيل: عابد الوثن والشمس وغير ذلك».اهـ. وكذلك جهل هؤلاء بمعنى الدعاء الوارد في القرءان في مواضع كقوله تعالى: {يَدْعُو لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ} [سورة الحج] وقوله تعالى: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لاَ يَسْتَجِيبُ لَهُ} [سورة الأحقاف] ، ظنواأن هذا الدعاء هو مجرد النداء، ولم يعلموا أن معناه العبادة التي هي غاية التذلل، فإن المفسرين قد أطبقوا على أن ذلك الدعاء هو عبادتهم لغير الله على هذا الوجه، ولم يفسره أحد من اللغويين والمفسرين بالنداء، لذلك صار هؤلاء يكفّرون من يقول: يا رسول الله، أو: يا أبا بكر، أو: يا علي، أو: يا جيلاني، أو نحو هذا في غير حالة حضورهم في حياتهم وبعد وفاتهم، ظنًّا منهم أن هذا النداء هو عبادة لغير الله، هيهات هيهات، ألم يعلم هؤلاء أن القرءان والحديث لا يجوز تفسيرهما بما لا يوافق اللغة، وماذا يقول هؤلاء فيما رواه البخاري في الأدب المفرد عن ابن عمر أنه خدرت رجله فقيل له: اذكر أحبّ الناس إليك، فقال: يا محمد، فهل يكفّرونه لهذا النداء أم ماذا يفعلون؟ وماذا يقولون في إيراد البخاري لهذا هل يحكمون عليه أنه وضع في كتابه الشرك ليعمل به؟.ـ

 

ومن شبه هؤلاء إيرادهم لحديث ابن حبان وغيره: «الدعاء هو العبادة» ، يريدون بذلك أن يوهموا الناس أن التوسل بالأنبياء والأولياء بعد موتهم أو في غير حضرتهم ولو كانوا أحياءً شرك عبادة لغير الله.

 

فالجواب: أن معنى الحديث أن الدعاء الذي هو الرغبة إلى الله كما عرّف بذلك علماء اللغة الدعاءَ من أعظم أنواع العبادة، بمعنى ما يُتَقَربُ به إلى الله، لأن الصلاة التي هي أفضل ما يتقرب به إلى الله بعد الإِيمان مشتملة على الدعاء، فهذا من العبادة التي هي أحد إطلاقي لفظ العبادة في عرف أهل الشرع كإطلاقها على انتظار الفرج، وهذا الإِطلاق راجع إلى تعريف العبادة العام الذي هو غاية التذلل لأن العبد لما يدعو الله تعالى راغبًا إليه حيث إنه خالق المنفعة والمضرّة، فقد تذلل له غاية التذلل. وبالله التوفيق والعصمة.ـ

ثم من المعلوم أن العبادة تطلق من باب الحقيقة الشرعية المتعارفة عند حملة الشريعة على فعل ما يتقرب به إلى الله، وقد وردت فيما صح عن رسول الله بمعنى الحسنة كقوله صلى الله عليه وسلم: «انتظار الفرج عبادة» أي حسنة يتقرب بها إلى الله، وبهذا المعنى الصدقة والصيام وعمل المعروف والإِحسان إلى الناس، وهذا شائع كثيرًا.ـ

 

قال الكوثري في تعليقه على السيف الصقيل ما نصه: «وقد بلغ بالناظم وشيخه الغلو في هذا الصدد إلى حد تحريم شد الرحل لزيارة النبي صلى الله عليه وسلم، وعدّ السفر لأجل ذلك سفر معصية لا تقصر فيه الصلاة، فأصدر الشاميون فتيا في ابن تيمية وكتب عليها البرهان بن الفركاح الفزاري نحو أربعين سطرًا بأشياء إلى أن قال بتكفيره ووافقه على ذلك الشهاب بن جهبل، وكتب تحت خطه كذلك المالكي، ثم عرضت الفتيا على قاضي قضاة الشافعية بمصر البدر بن جماعة فكتب على ظاهر الفتوى الحمد لله هذا المنقول باطنها جواب عن السؤال عن قوله: إن زيارة الأنبياء والصالحين بدعة وما ذكره من نحو ذلك، وإنه لا يرخص بالسفر لزيارة الأنبياء باطل مردود عليه، وقد نقل جماعة من العلماء أن زيارة النبي صلى الله عليه وسلم فضيلة وسنّة مجمع عليها، وهذا المفتي المذكور – يعني ابن تيمية – ينبغي أن يزجر عن مثل هذه الفتاوى الباطلة عند الأئمة والعلماء، ويمنع من الفتاوى الغريبة، ويحبس إذا لم يمتنع من ذلك ويشهر أمره ليتحفظ الناس من الاقتداء به. وكتبه محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة الشافعي». اهـ.ـ

 14-kawthari   15-kawthari

ثم قال ما نصه: «والأحاديث في زيارته صلى الله عليه وسلم في غاية من الكثرة وقد جمع طرقها الحافظ صلاح الدين العلائي في جزء، قال علي القاري في شرح الشفاء: «وقد فرط ابن تيمية من الحنابلة حيث حرّم السفر لزيارة النبي صلى الله عليه وسلم، كما أفرط غيره حيث قال كون الزيارة قربة معلوم من الدين بالضرورة وجاحده محكوم عليه بالكفر ولعل الثاني أقرب إلى الصواب لأن تحريم ما أجمع العلماء فيه بالاستحباب يكون كفرًا لأنه فوق تحريم المباح المتفق عليه…».اهـ.ـ

ثم قال: «فسعيه في منع الناس من زيارته صلى الله عليه وسلم يدل على ضغينة كامنة فيه نحو الرسول صلى الله عليه وسلم، وكيف يتصور الإِشراك بسبب الزيارة والتوسل في المسلمين الذين يعتقدون في حقه عليه السلام أنه عبْده ورسوله وينطقون بذلك في صلواتهم نحو عشرين مرة في كل يوم على أقل تقدير إدامة لذكرى ذلك. ولم يزل أهل العلم ينهون العوام عن البدع في كل شئونهم ويرشدونهم إلى السنّة في الزيارة وغيرها إذا صدرت منهم بدعة في شىء، ولم يعدُّوهم في يوم من الأيام مشركين بسبب الزيارة أو التوسل، كيف وقد أنقذهم الله من الشرك وأدخل في قلوبهم الإِيمان، وأول من رماهم بالإشراك بتلك الوسيلة هو ابن تيمية وجرى خلفه من أراد استباحة أموال المسلمين ودمائهم لحاجة في النفس، ولم يخف ابن تيمية من الله في رواية عدّ السفر لزيارة النبي صلى الله عليه وسلم سفر معصية لا تقصر فيه الصلاة عن الإِمام أبي الوفاء بن عقيل الحنبلي، وحاشاه عن ذلك، راجع كتابالتذكرة له تجدْ فيه مبلغ عنايته بزيارة المصطفى صلى الله عليه وسلم والتوسل به كما هو مذهب الحنابلة، وإنما قوله بذلك في السفر إلى المشاهد المعروفة في العراق لما قارن ذلك من البدع في عهده وفي نظره. وإليك نص عبارته في التذكرة المحفوظة بظاهرية دمشق تحت رقم «87» في الفقه الحنبلي: «فصل: ويستحب له قدوم مدينة الرسول صلوات الله عليه، فيأتي مسجده فيقول عند دخوله: بسم الله اللهم صلّ على محمد وءال محمد وافتح لي أبواب رحمتك وكفّ عني أبواب عذابك، الحمد لله الذي بلغ بنا هذا المشهد وجعلنا لذلك أهلاً، الحمد لله ربّ العالمين». إلى أن قال: «واجعل القبر تلقاء وجهك، وقم مما يلي المنبر وقل السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته اللهم صلّ على محمد وعلى ءال محمد إلى ءاخر ما تقوله في التشهّد الأخير، ثم تقول: اللهم أعط محمدًا الوسيلة والفضيلة والدرجة الرفيعة والمقام المحمود الذي وعدته اللهم صلّ على روحه في الأرواح وجسده في الأجساد كما بلّغ رسالاتك وتلا ءاياتك وصدع بأمرك حتى أتاه اليقين، اللهم إنك قلت في كتابك لنبيك صلى الله عليه وسلم: {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا} [سورة النساء] وإني قد أتيت نبيك تائبًا مستغفرًا فأسألك أن توجب لي المغفرة كما أوجبتها لمن أتاه في حياته، اللهم إني أتوجه إليك بنبيك صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة، يا رسول الله إني أتوجه بك إلى ربي ليغفر لي ذنوبي، اللهم إني أسألك بحقه أن تغفر لي ذنوبي». إلى أن قال: «وإن أحببت تمسح بالمنبر وبالحنَّانة وهو الجذع الذي كان يخطب عليه صلى الله عليه وسلم فلما اعتزل عنه حنّ إليه كحنين الناقة» اهـ.ـ

 14-kawthari   16-kawthari   17-kawthari

ففي هذا التوسل الذي أورده ابن عقيل دليل على أن عمل المسلمين كان على التوسل بالنبي بعد موته من غير نكير، إنما هذا التحريم من ابن تيمية ومن أتباعه فيما بعده، وابن عقيل توفي قبل ابن تيمية وهو من أساطين الحنابلة من أهل التخريج. وليكن منك على ذكر حديث: «الأنبياء أحياء في قبورهم يصلُّون» فقد رواه أبو يعلى المَوْصِلي والبزار في مسنديهما، وأورده البيهقي فيالجزء الذي ألّفه في حياة الأنبياء وهو مطبوع، وأورده أيضًا الحافظ ابن حجر في شرح البخاري وسيأتي مفصلاً.ـ

02.قوله بحوادث لا أول لها لم تزل مع الله

(1) قول ابن تيمية بحوادث لا اوّل لها لم تزل مع الله

قول ابن تيمية بحوادث لا اوّل لها لم تزل مع الله

 قول ابن تيمية بحوادث لا اوّل لها لم تزل مع الله

الجزء الاول

أي لم يتقدم الله جنس الحوادث، وإنما تقدم أفراده المعينة أي أن كل فردٍ من أفرادِ الحوادث بعينه حادث مخلوق، وأما جنس الحوادث فهو أزلي كما أن الله أزلي، أي لم يسبقه الله تعالى  بالوجود

وهذه المسألة من أبشع المسائل الاعتقادية التي خرج بها عن صحيح العقل وصريح النقل وإجماع المسلمين، ذكر هذه العقيدة في سبعة من كتبه: موافقة صريح المعقول لصحيح المنقول، ومنهاج السنّة النبوية، وكتاب شرح حديث النزول، وكتاب شرح حديث عمران بن حصين، وكتاب نقد مراتب الإجماع، ومجموعة تفسير من ست سور، وكتابه الفتاوى، وكل هذه الكتب  مطبوعة

أمّا عبارته في الموافقة فهي ما نصّه : « وأما أكثر أهل الحديث ومن وافقهم فإنهم لا يجعلون النوع حادثا بل قديمًا، ويفرقون بين حدوث النوع وحدوث الفرد من أفراده كما يفرقجمهور العقلاء بين دوام النوع ودوام الواحد من أعيانه « . ا.هـ

Ibn taymiyah - livre   Ibnou Taymiyah prétend que le genre du monde est sans début

وقال في موضع ءاخر في ردّ قاعدة ما لا يخلو من الحادث حادث لأنه لو لم يكن كذلك لكان الحادث أزليًا بعدما نقل عن الأبهري أنه قال: قلنا لا نسلم وانما يلزم ذلك لو كان شىء منالحركات بعينها لازمًا للجسم، وليس كذلك بل قبل كل حركة حركة لا إلى أول، ما نصه : « قلت هذا من نمط الذي قبله فإن الأزلي اللازم هو نوع الحادث لا عين الحادث، قوله لو كانت حادثة في الأزل لكان الحادث اليومي موقوفا على انقضاء ما لا نهاية له، قلنا: لا نسلم بل يكون الحادث اليومي مسبوقًا بحوادث لا أول لها ». ا.هـ

Ibn taymiyah - livre   Ibn taymiyya 3 - monde

ويقول فيها أيضا ما نصه : ”فمن أين في القرءان ما يدل دلالة ظاهرة على أن كل متحرك محدث أو ممكن، وأن الحركة لا تقوم إلا بحادث أو ممكن، وأن ما قامت به الحوادث لم يخل منها، وأن ما لا يخلو من الحوادث فهو حادث، وأين في القرءان امتناع حوادث لا أول لها » ا.هـ. فهذا من عجائب ابن تيمية الدالّة على سخافة عقله قوله بقدم العالم القدم النوعي معحدوث كل فرد معين من أفراد العالم

Ibn taymiyah - livre   ibn taymiyyah - sa croyance au sujet du monde

 قال الكوثري  في تعليقه على السيف الصقيل في الرد على ابن زفيل ما نصّه : « وأين قدم النوع مع حدوث أفراده؟ وهذا لا يصدر إلا ممن به مس، بخلاف المستقبل، وقال أبو يعلى الحنبلي في « المعتمد »: والحوادث لها أول ابتدأت منه خلافا للملحدة. ا.هـ. وهو من أئمة الناظم. يعني ابن القيّم. فيكون هو وشيخه من الملاحدة على رأي أبي يعلى هذا فيكونان أسوَأ حالا منه في الزيغ، ونسأل الله السلامة ». ا.هـ

الكوثري و بن تيمية   Al-Kawthari - As-Sayfous-Saqil page 67

وقال- أي ابن تيمية – في منهاج السنّة النبوية ما نصه : « فإن قلتم لنا: فقد قلتم بقيام الحوادث بالربّ، قلنا لكـم: نعم، وهذا قولنا الذي دلّ عليه الشرع والعقل

منهاج السنة بن تيمية   ibn taymiyyah et le monde

وقال فيه ما نصه : (ولكن الاستدلال على ذلك بالطريقة الجهمية المعتزلية طريقة الأعراض والحركة والسكون التي مبناها على أن الأجسام محدثة لكونها لا تخلو عن الحوادث، وامتناع حوادث لا أول لها طريقة مبتدَعة في الشرع باتفاق أهل العلم بالسنة، وطريقة مخطرة مخوفة في العقل بل مذمومة عند طوائف كثيرة) ا.هـ

منهاج السنة بن تيمية   ibn taymiyyah harrani

وقال في موضعءاخر ما نصّه : « وحينئذٍ فيمتنع كون شىء من العالم أزليًا وان جاز أن يكون نوع الحوادث دائمًا لم يزل، فإن الأزل ليس هو عبارة عن شىء محدد بل ما من وقت يقدر إلا وقبله وقتءاخر، فلا يلزم من دوام النوع قدم شىء بعينه » ا. هـ. ومضمون هذا أمران: أحدهما أنه يقرّ ويعتقد قدم الأفراد من غير تعيين شىء منها

منهاج السنة بن تيمية     ibnou taymiyyah et le monde

ثم هذا يتحصل منه مع ما نقل عنه الجلال الدواني  في كتاب شرح العضدية بقوله : « وقد رأيت في بعض تصانيف ابن تيمية القول به- أي بالقدم الجنسي- في العرش »، أي أنه كان يعتقد أن جنس العرش أزلي أي ما من عرش إلا وقبله عرش إلى غير بداية وأنه يوجد ثم ينعدم ثم يوجد ثم ينعدم وهكذا، أي أن العرش جنسه أزلي لم يزل مع الله ولكن عينه القائم الآن حادث

11   12

وقال في موضع ءاخر من المنهاج  ما نصه: « ومنهم من يقول بمشيئته وقدرته- أي أن فعل الله بمشيئته وقدرته- شيئا فشيئا، لكنه لم يزل متصفا به فهو حادث الآحاد قديم النوع كما يقول ذلك من يقوله من أئمة أصحاب الحديث وغيرهم من أصحاب الشافعي وأحمد وسائر الطوائف ا.هـ. فانظروا كيف افترى كعادته هذه المقولة الخبيثة على أئمة الحديث، وهذا شىء انفرد به ووافق به متأخري الفلاسفة، لكنه تقوّل على أئمة الحديث

منهاج المجسم ابن تيمية   ibn taymiyyah - sur le monde

والفقهاء من أصحاب الشافعي وأحمد وغيرهم وافترى عليهم، ولم يقل أحد منهم ذلك لكن أراد أن يروّج عقيدته المفتراة بين المسلمين على ضعاف الأفهام، ويربأ بنفسه عن أن يقال إنه وافق الفلاسفة في هذه العقيدة

وقد ردّ على ابن حزم في نقد مراتب الإجماع  لنقله الإجماع على أن الله لـم يزل وحده ولا شىء غيره معه، وأن المخالف بذلك كافر باتفاق المسلمين، فقال ابن تيمية بعد كلام ما نصه: « وأعجب من ذلك حكايته الإجماع على كفر من نازع أنه سبحانه لم يزل وحده ولا شىء غيره معه « . ا.هـ. وعبارته هذه صريحة في اعتقاده أن جنس العالم أزلي لم يتقدمه الله بالوجود

مراتب الإجماع   مراتب الإجماع  ibn taymiyyah

أما عبارته في شرح حديث عمران بن الحصين  فهي: « وإن قدّر أن نوعها- أي الحوادث- لم يزل معه فهذه المعية لم ينفها شرع ولا عقل، بل هي من كماله، قال تعالى: (أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لاَّ يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ) (سورة النحل/17). وقال: « والخلق لا يزالون معه  » إلى أن قال: « لكن يشتبه على كثير من الناس النوع بالعين « . ا.هـ

Ibn taymiyyah 17      ibn taymiyyah 18   Ibn taymiyyah 19.1

ibn taymiyyah 19   ibn taymiyyah 20

وقال في شرح حديث النزول  في الرد على من قال: ما لا يخلو من الحوادث حادث، وعلى من قال: ما لا يسبق الحوادث حادث، ما نصه: « إذ لم يفرقوا بين نوع الحوادث وبين الحادث المعين ». اهـ. يريد أن القول بقيام حوادث لا أوّل لها بذات الله لا يقتضي حدوثه

ibn taymiyyah 21   ibn taymiyyah 22

وقال في كتابه الفتاوى ما نصه: « ومن هنا يظهر أيضا أن ما عند المتفلسفة من الأدلة الصحيحة العقلية فإنما يدل على مذهب السلف أيضا، فأن عمدتهم في « قدم العالم  » على أن الرب لم يزل فاعلاً، وأنه يمتنع أن يصير فاعلاً بعد أن لم يكن، وأن يصير الفعل ممكنًا له بعد أن لم يكن، وهذا وجميع ما احتجوا به إنما يدل على قدم نوع الفعل  » اهـ.

ibn taymiyyah 23   ibn taymiyyah 24   ibn taymiyyah 25

أما عبارته في تفسير سورة الأعلى : « الوجه الرابع أن يقال: العرش حادث كائن بعد أن لم يكن، ولم يزل مستويًا عليه بعد وجوده، وأما الخلق فالكلام في نوعه، ودليله على امتناع حوادث لا أول لها قد عُرف ضعفه، والله أعلم  » اهـ

   ibn taymiyya 26   Ibn taymiyya 27

وقد أثبت هذه العقيدة عن ابن تيمية الحافظ السبكي في رسالته الدرة المضية، والحافظ أبو سعيد العلائي

فقد ثبت عن السبكي ما نقله عنه تلميذه الصفدي وتلميذ ابن تيمية أيضًا في قصيدته المشهورة حتى عند المنتصرين لابن تيمية وقد تضمنت الردّ على الحليّ ثم ابن تيمية لقوله بأزلية جنس العالم وأنه يرى حوادث لا ابتداء لوجودها كما أن الله لا ابتداء لوجوده قال-أي السبكي- ما نصه

ولابن تيمية ردُّ عليـه وفـي            بمقصد الردّ واستيفاءِ أضْرُبِهِ

 لكنه خَلطَ الحق المبين بما                   يشوبـُهُ كَـدًرٌ فـي صَفوِمشرَبِهِ

يحاوِلُ الحَشوَ أنَّى كان لهُ             حثيثُ سيرٍ بشرقٍ او بمغرِبِهِ

يـرى حـوادث لا مبـدَا لأوَّلـهـا        في الله سبحـانَهُ عما يظُنُّ بهِ

وقال العلاّمة البياضي الحنفي في كتابه إشارات المرام  بعد ذكر الأدلة على حدوث العالم ما نصّه: « فبطل ما ظنه ابن تيمية من قدم العرش كما في شرح العضدية ». اهـ

mise en garde ibn taymiyyah 1   mise en garde ibn taymiyyah 2

هذا وقد نقل المحدّث الأصولي بدر الدين الزركشي في تشنيف المسامع  اتفاق المسلمين على كفر من يقول بأزلية نوع العالم فقال بعد أن ذكر أن الفلاسفة قالوا: إن العالم قديم بمادته وصورته، وبعضهم قال: قديم المادة محدث الصورة، ما نصه: « وضلَّلهم المسلمون في ذلك وكفروهم « . اهـ. ومثل ذلك قال الحافظ ابن دقيق العيد والقاضي عياض المالكي والحافظ زين الدين العراقي والحافظ ابن حجر في شرح البخاري وغيرهم

souki - ibn taymiyyah 1   souki - ibn taymiyyah 2

قال القاضي عياض في الشفا : « وكذلك نقطع على كفر من قال بقدم العالـم أو بقائه أو شك في ذلك على مذهب بعض الفلاسفة والدهرية  » اهـ

qadi iyad 1   qadi iyad 2

وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني في فتح الباري ما نصه: « قال شيخنا- يعني العراقي- في شرح الترمذي: الصحيح في تكفير منكر الإجماع تقييده بإنكار ما يعلم وجوبه من الدين بالضرورة كالصلوات الخمس، ومنهم من عبر بإنكار ما علم وجوبه بالتواتر، ومنه القول بحدوث العالم، وقد حكى القاضي عياض وغيره الإجماع على تكفير من يقول بقدم العالم، وقال ابن دقيق العيد: وقع هنا من يدّعي الحذق في المعقولات ويميل إلى الفلسفة فظن أن المخالف في حدوث العالم لا يكفر لأنه من قبيل مخالفة الإجماع، وتمسك بقولنا: إن منكر الإجماع لا يكفر على الإطلاق حتى يثبت النقل بذلك متواترًا عن صاحب الشرع، قال: وهو تمسك ساقط إما عن عمى في البصيرة أو تعام، لأن حدوث العالم من قبيل ما اجتمع فيه الإجماع والتواتر بالنقل  » اهـ

ibn hajar 34   Ibn hajar 35

وقال الحافظ اللغوي محمد مرتضى الزبيدي في شرح الإحياء عند الكلام على تكفير الفلاسفة ما نصه  « ومن ذلك قولهم بقدم العالم وأزليته، فلم يذهب أحد من المسلمين إلى شىء من ذلك »اهـ ،

zabidi 36   zabidi 37

وقال في موضعءاخر منه ما نصه: « وقال السبكي في شرح عقيدة ابن الحاجب: اعلم أن حكم الجواهر والأعراض كلها الحدوث، فإذًا العالم كله حادث، وعلى هذا إجماع المسلمين بل وكل الملل، ومن خالف في ذلك فهو كافر لمخالفة الإجماع القطعي » ا.ه

zabidi 38   zabidi 39

انتهى الجزء الاول ; يُتبع الجزء الثاني

13.Son interdiction de rendre visite au Prophète

Ibn Taymiyya : Son interdiction de rendre visite au Prophète (partie 1)

Ibn Taymiyya : Son interdiction de rendre visite au Prophète (partie 1)

Quant au fait qu’Ibn Taymiyya ait interdit de voyager pour visiter la tombe du prophète (صلى الله عليه وسلم) et les tombes d’autre que lui, il a cité cela dans plus d’un livre.

En effet Ibn Taymiyya a dit dans son « Majmoû’ al-Fatâwâ » tome 2 page 333 ce qui suit :

« Le voyage dans le but de visiter une tombe quelconque est interdit chez les majorité des savants, même que les savants n’autorisent pas que la prière soit raccourci durant ce voyage du fait que ce voyage est une désobéissance et ce en raison de sa parole confirmée dans les deux Sahîh qui signifie : « On ne part pas en voyage pour visiter des mosquées sauf ces trois : La Mosquée Sacrée (Al-Masjid Al-Harâm), la Mosquée de Al-Aqsâ et ma Mosquée » et il (le prophète) est le plus savant des gens concernant cette question » fin de citation

Voir les scans de cette citation de Ibn Taymiyya :

   

Et il a dit également dans son livre « Al-Fatâwa l-Koubrâ »  tome 2 page 51 ce qui suit :

« Ils ont dit : et ce parce que le voyage pour visiter les tombes des prophètes et celles des vertueux est une innovation qui n’a été pratiquée par aucun compagnon ni aucun successeur, et le prophète ne l’a pas ordonné, aucun des savants musulmans ne l’a recommandé, alors celui qui croit que cela est une adoration et qui l’a pratiqué, celui là aura contredit la Sounnah et l’unanimité des savants » fin de citation

Voir les scans de cette citation de Ibn Taymiyya :

   

Et il a dit dans son livre «  Al-Ikhnâ-iyyah » page 144 ce qui suit :

« Alors celui qui a cru que le voyage vers les tombes des prophètes et des vertueux est un acte par lequel on se rapproche de l’agrément de Allâh, et que cela est une adoration et une obéissance, il aura contredit l’unanimité et s’il voyage parce qu’il croit que ceci est une adoration, ceci est interdit par l’unanimité, en effet cela est interdit parce qu’il considère cela comme un acte qui rapproche de l’agrément de Allâh » fin de citation

Voir les scans de cette citation de Ibn Taymiyya :

   

L’imâm Taqiyyou d-Dîn Al-Housni en réplique à Ibn Taymiyya a dit dans son livre « Daf’ou Choubahi man Chabaha Wa Tamarrad » page 456 et 457 ce qui suit :

« Et de parmi les sujets qui lui ont été reproché (à Ibn Taymiyya) il y a sa parole : visiter la tombe du prophète et les tombes des prophètes serait un péché par unanimité de manière catégorique. Il a été confirmé qu’il a bien dit cela, le Qâdî Jalâlou d-Dîn Al-Qazwîni l’a confirmé. Observe donc l’expression, il y a une grande perversion dans le fait de dire que c’est une désobéissance, qui prétend que cela est unanime et de manière catégorique !?

On demande à ce dévié d’apporter l’unanimité prétendu des compagnons, des successeurs et de ceux qui les ont suivis parmi les savants musulmans étant donné qu’il prétend cela.

Et je ne crois pas que quelqu’un aurait l’audace pour une chose semblable alors que les livres célèbres et même les livres qui sont délaissés et la pratique des gens de tout temps comporte l’incitation à le visiter à partir de tous les pays, car sa visite fait partie des meilleurs objectifs et les actes qui favorisent le plus l’agrément de Allâh, c’est une des sounnah des envoyés par unanimité chez les croyants en l’unicité, personne n’y porterai atteinte sauf quelqu’un dont le cœur contient la maladie des hypocrites, quelqu’un qui est issu des juifs et des ennemis de la religion, un associateur qui a outrepassé les limites en blâmant le maître des premiers et des derniers. La communauté du prophète Mouhammad a toujours entrepris ce voyage vers lui à partir de tous les pays et toutes les contrées, par groupes et par individus, ils ont suivi cette voie, les savants, les vieux, les hommes âgés et les jeunes jusqu’à ce qu’apparaisse à la fin des temps un innovateur, un irréligieux venu de Harrân qui a dupé les faibles »

Voir les scans de cette citation de l’Imam Taqiyyou d-Dîn Al-Housni :

      

Le Chaykh Ibn Hajar Al-Haytami a dit dans son livre « Al Jawharou l-Mounadh-dham fî Ziyârati l-Qabri ch-charîfi n-Nabawiyyi l-Moukarram » page 30 et 31 ce qui suit :

« Si on me dit : comment rapportes-tu l’unanimité précité au sujet du caractère méritoire de cette visite, du voyage pour l’effectuer et de la rechercher alors qu’Ibn Taymiyya qui fait partie des hanbalites récents renie le caractère méritoire de tout cela comme l’a vu As-Soubki dans ses écrits et il a longuement développé, c’est-à-dire Ibn Taymiyya pour argumenter cela en citant ce que les oreilles rejettent et ce que les natures réprouvent, il a même prétendu que le voyage pour effectuer cette visite est interdit par unanimité, que la prière ne peut pas y être raccourci, et que tous les hadîth à son sujet sont forgé, et qu’il a été suivi en cela par certains qui sont venu après lui et qui font partie de sa tendance ?

Je dis : Qui est Ibn Taymiyya pour qu’il soit pris en compte ou qu’il soit pris comme référence dans un des sujets de la religion ?! Il n’est pas autre que ce qu’on dit de lui un groupe de savants qui ont observé ses propos fallacieux et ses fausses preuves jusqu’à dévoiler l’égarement dans ses écarts et la laideur de ses illusions et ses erreurs comme a dit Al ‘Îzz Ibn Jamâ’ah : il est un être que Allâh a égaré et qui a été dupé et qui a porté l’habit de la honte que Allâh le fasse périr. Qu’il l’humilie et le prive suite à ses mensonges et ses fabrications » fin de citation

Voir les scans de cette citation du Chaykh Ibn Hajar Al-Haytami :

      

Nous disons et c’est par Allâh que l’on recherche la réussite :

Quand au fait qu’il utilise le hadîth qui a pour sens : « On ne part pas en voyage pour visiter des mosquées sauf ces trois : La Mosquée Sacrée (Al-Masjid Al-Harâm), la Mosquée de Al-Aqsâ et ma Mosquée » pour interdire le voyage pour visiter la tombe du prophète :

La réponse : c’est qu’aucun des Salaf n’a compris ce qu’a compris Ibn Taymiyya, mais plutôt la visite de la tombe du prophète est un acte recommandé (sounnah) que ce soit suite à un voyage ou pas, comme pour les habitants de Médine, les Hanbalites comme les autres ont cité que la visite de la tombe du prophète est recommandée, que cette visite soit l’objectif du voyage ou pas.

Quand au hadîth, son sens compris par les Salaf et les Khalaf, c’est qu’il n’y a pas un mérite en plus dans le fait de voyager pour prier dans une mosquée sauf dans le voyage vers ces trois mosquées, et ce car la récompense est multipliée dans ces mosquées à cent mille dans Al-Masjid Al-Harâm (à la Mecque) à mille dans la mosquée du prophète (à Médine ) et à cinq cent dans la mosquée Al-Aqsâ (à Jérusalem).

En effet ce qui est visé dans le hadîth c’est voyager vers ces mosquée dans le but d’y accomplir la prière et ce qui montre cela c’est ce qu’a rapporté l’Imâm Ahmad Ibn Hanbal dans son Mousnad tome 10 page 201 qui signifie : « Il ne convient pas d’entreprendre un voyage vers une mosquée pour y prier sauf vers la mosquée Al-Harâm ( la Mecque ), la mosquée Al-Aqsâ  ( Jérusalem ) et ma mosquée ( à Médine )» .

Voir les scans de ce hadîth rapporté par l’Imâm Ahmad :

   

Et ce hadîth, le Hâfidh Ibn Hajar l’a jugé Haçan. Ainsi, ce hadîth explique le sens du hadîth précédent. Le fait d’expliquer un hadîth en s’appuyant sur un autre hadîth est meilleur que la falsification d’Ibn Taymiyya. Le Hâfidh Al-‘Irâqi a dit dans son livre « Alfiyatou l-Irâqi » page 161, au sujet de la terminologie de la science du Hadîth : ce qui signifie : « La meilleure manière d’expliquer un Hadîth c’est par un autre Hadîth » .

Voir les scans de la citation du Hâfidh Al-‘Irâqi :

   

Fin de la première partie, à suivre… (إن شاء الله).

12.Son reniement du tawassoul et du tabarrouk

Ibnou Taymiyya : Son reniement du tawassoul et du tabarrouk (partie 1)

Ibnou Taymiyya : Son reniement du tawassoul par les prophètes et les vertueux (saints) ainsi que la recherche des bénédictions par eux et par leur traces. (partie 1)

De parmi les choses les plus connus sur Ibn Taymiyya rapportés par les savants de son époque et autres parmi ceux qui sont venu après lui, il y a : son interdiction du tawassoul par les prophètes et les vertueux (saints) après leur morts et durant leur vie en leur absence ainsi que la recherche des bénédictions par eux et par leur traces (tabarrouk), il y aussi son interdiction de visiter la tombe du prophète pour y rechercher les bénédictions.

En effet Ibn Taymiyya dit dans son livre « At-Tawassoul wa l-wassila » page 26: « Quand à la visite innovée c’est celle dont l’objectif est de demander au mort ses besoins ou bien de lui demander des invocations ou l’intercession ou bien celle dont l’objectif est d’invoquer quand le visiteur pense que ses invocations sont plus exaucées auprès de la tombe du mort, en effet les visites de ces manières là sont toutes innovées et le prophète ne les a pas prescrites, et les compagnons ne les ont pas pratiqué ni auprès de la tombe du prophète ni auprès d’autre que lui, ces visites sont de nature associatrice et sont des causes de l’association ».

Voir la citation de Ibn Taymiyya :

   

Ibn taymiyya a dit dans un autre livre nommé  » ar-radou ‘ala l-mantiqiyyin » page 579/580 : « Quand à la visite innovée qui ressemble à la visite des associateurs (mouchrikin) car leur objectif par cette visite c’est de demander leur besoins au mort ou à celui qui est absent ».

Voir la citation de Ibn Taymiyya :

      

Ibn Taymiyya a aussi dit dans son livre « at tawassoul wa-l wassila page 151 : « Et c’est pour cela que lorsque les savants ont cité l’invocation dans la demande de pluie et autre ils ont cités l’invocation en sa faveur et ils n’ont pas cité de parmi ce qui est prescrit aux musulmans dans ces cas là de faire le tawassoul par lui, de même aucun des savants n’a cité l’invocation d’autre que Allah ni la demande d’aide d’autre que Allah dans une situation quelconque ».

Voir la citation de Ibn Taymiyya :

   

Puis Ibn Taymiyya se contredit en citant dans son livre  » al-fatawa l-koubra » en page 72 le contraire de sa prétention que les savants n’ont pas cité de parmi ce qui est prescrit aux musulmans dans la demande de pluie et autre de faire le tawassoul par lui en disant : « C’est pour cela que Ahmad a dit dans son « mansak » qu’il a écrit à son compagnon Al-Marwazi : qu’il fait le tawassoul par lui dans les invocations, mais d’autre que Ahmad on dit : que cela revient à invoquer Allah par lui et on n’invoque pas Allah par une créature, et Ahmad dans un de ses deux avis a permis d’invoquer par lui c’est pour cela qu’il a permis de faire le tawassoul par lui ».

Voir la citation de Ibn Taymiyya :

   

Ainsi comme cela est apparu Ibn Taymiyya ment sur les Imam et ceci est son habitude il a ainsi contredit l’Imam Ahmad et l’imam Ibrahim ibn is-haq al-Harbi, il (Ibn Taymiyya) est comme l’a dit le Hafidh As-Soubki : « Personne de parmi les salafs n’a précédé (Ibn Taymiyya) dans son reniement du tawassoul ni de parmi les khalaf, en réalité il a dit une chose qu’absolument personne avant lui n’a dite »

As-Soubki a dit dans chifa’ou s-saqam page 196 : « Sache qu’il est permis et qu’il est bien de faire le tawassoul, l’istighathah – la demande du renfort –, le tachaffou’ – la demande d’intercession – par le Prophète (salla l-Lahou ‘alayhi wa sallam) à Allah soubhanahou wa ta’ala. Le caractère permis de ces pratiques compte parmi les choses connues pour toute personne qui s’attache à la religion. C’est une chose bien connue à partir des actes des prophètes et des messagers, de la conduite des prédécesseurs vertueux – les gens du Salaf –, des savants et du commun des musulmans. Personne parmi les gens qui s’attachent à la religion ne l’a jamais renié et en aucune époque nous n’avons entendu que quiconque l’ait renié. Jusqu’à ce que vienne Ibnou Taymiyya qui a dit à ce sujet des propos par lesquels il trompait les faibles d’esprit et les immatures. Il a innové ce en quoi personne ne l’avait précédé à travers les siècles.» 

Voir la citation de l’Imam As-Soubki :

   

Et dans son livre « Hachiyatou l-‘idah » page 489, le chaykh Ibn Hajar al Haytami décédé au dixième  siècle de l’hégire dans l’exposé de la recommandation de la visite de la tombe du prophète a dit: « Et ne sois pas dupé par le reniement de la recommandation (caractère recommandé) de la visite de la tombe du prophète de la part de Ibn Taymiyya car certes c’est un individu que Allah a égaré comme l’a dit al ‘iz ibn jama’a, et At-Taqi As-Soubki lui a longuement répliqué dans un ouvrage indépendant. Le fait qu’il porte atteinte au Messager n’est pas étonnant étant donné qu’il a même insulté Allah… En effet il a attribué à Allah des choses horribles dont la direction, la main, le pied, l’œil, et autre ; nombreux sont les savants qui l’ont jugé mécréant. Que Allah le rétribue par ce qu’il mérite et qu’il humilie ses partisans qui soutiennent ses mensonges au sujet de la religion » fin de citation de son livre « hachiyatou l-idah » page 489.

Voir la citation de l’Imam Ibn Hajar Al-Haytami :

   

Et il (Ibnou Taymiyya) interdit le tawassoul et la demande de secours par le messager de Allah et autre que lui parmi les prophètes et les saints. Mouhammad Ibn ‘abd Al Wahhab et ses disciples ont adopté cela de lui et ils y ont rajouté le « takfir » qu’ils ont compris de ses expressions : ce qui les a mené à cela c’est leur ignorance du sens de l’adoration visée dans sa parole ta’ala « iyyaka na’boudou » et sa parole ta’ala rapportant des associateurs « ma na’boudouhoum il-la liyouqarribouna ila l-Lahi zoulfaa »

Nous leur disons l’adoration dans la langue des arabes c’est ce par quoi les linguistes l’ont défini. En effet, l’imam, le célèbre linguiste Az-Zajjaj l’a définie en disant : « L’adoration dans la langue des arabes c’est l’obéissance avec soumission »

L’imam, le linguiste Abou l-Qacim Ar-Raghib Al-Asbahani dans « moufradat al qour’an » a dit : «  L’adoration c’est l’extrême limite de la soumission »

Et l’imam, le Hafidh, le juriste, le linguiste, l’exégète ‘Ali ibn Abd al Kafi As-Soubki dans son exégèse de sa parole ta’ala « iyyaka na’boudou » a dit : «  C’est-à-dire nous n’accordons qu’à toi l’adoration qui est l’extrême limite de la crainte et de la soumission »

Le grammairien, le linguiste, l’exégète Abou Hayyan al-Andalousi dans son exégèse a dit au sujet de sa parole ta3ala « iyyaka na’boudou » : «  L’adoration selon la majorité des linguistes c’est la soumission et ibn as-Sakkit a dit c’est at-tajrid »

Fin de la première partie, à suivre… incha-a l-Lah.